مدونة بيت المحتوى

عشر نصائح للمترجمين العرب الشباب

 

انطلق كاتب هذه السطور في مهنة الترجمة العربية منذ ما يزيد عن خمسة عشر عاماً. في تلك السنوات، لم يكن الإنترنت متوفراً كما هو اليوم، وكانت مهنة الترجمة تعني أن تمتلك مئات الكتب والمراجع والموسوعات (ومنها ما لا زلت أحتفظ به إلى اليوم)، كما كانت تعني الحديث مع مئات المتخصصين من مختلف المجالات والقطاعات. اليوم، تعوض الشبكة العالمية عن جزء غير قليل من هذه الأساسيات، إلا أن ما لم يتغير منذ تلك السنوات وحتى اليوم هو حاجتنا كمترجمين عرب إلى مرجع جامع وممارسات أكاديمية عصرية في مهنتنا، مهنة التواصل والكلمة والمعرفة.

في الحاجة إلى تطوير مناهج اللغة العربية

 

في إحدى مقابلاتي التلفزيونية، كان الحديث حول أسباب ابتعاد الشباب العربي عن لغته الأم وإغراقه في استخدام اللغات الأجنبية، وكان من بين الأفكار التي طرحتُها في ذلك اليوم أن الطفل في المدرسة ينتقل من حصة العلوم حيث يجري التجارب العلمية الممتعة، إلى حصة اللغة الإنجليزية حيث يغني ويمرح ويلعب ألعاباً تعليمية، وحصة الجغرافيا حيث يستمتع باستكشاف الأرض، إلى حصة اللغة العربية، حيث ينتقل فجأة إلى كُتَّاب تحت شجرة زيتون في القرن السابع عشر، ومدرِّس يحمل العصا ويردد: "أبجد هوز حطي كلمن".

هل مللتَ من العمل في الترجمة؟

 

صحيح أن العمل كمترجم هو أحد الأعمال التي يصعب التذمر من رتابتها وذلك بفضل تنوع المحتوى وغنى المعلومات التي يطالعها المترجم خلال عمله كل يوم. غير أن الملل ماهرٌ في التسلل إلى أي مهنة مع مرور الوقت ليسرق الحماس الذي رافق كتابة ترجماتنا الأولى.

جادك الغيث إذا الغيث همى

 

في إحدى الجلسات العائلية مؤخراً، كنا نتحدث عن اللغة العربية وأفضالها والصعوبات التي تواجهها، وكانت فيروز على التلفاز تغني موشحها الأندلسي الأجمل "جادك الغيث"، وبينما كان والدي يدندن الشطر القائل "سدد السهم فأصمى إذ رمى"، تحدثتُ أنا عن مخاطر النظر إلى اللغة العربية على أنها اللغة الأكمل والأجمل في العالم، وأنها خالية من الثغرات وتامة بذاتها دون الحاجة للعمل عليها. حينها قال والدي: "وهل يمكن للإنجليز مثلاً أن يفهموا ما يقول شكسبير إذا ما نهض من موته اليوم، كما نفهم نحن ما قاله عنترة بن شداد قبل ألفي عام؟" فأجبته، شاكراً الصدفة السعيدة: "وماذا يعني سدد السهم فأصمى إذ رمى، وقد قيلت بعد عنترة بألف عام؟"

الترجمة في قطاع الأعمال: مفتاح التواصل بين المنطقة والعالم

من البديهي أن المحتوى العربي يمثل جزءاً جوهرياً من عمل أي شركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث لا تقتصر أهميته على جهود التسويق والتعريف بالمنتجات، بل تتعداها إلى التواصل مع المستهلك والعميل، والامتثال للتشريعات الحكومية التي تستوجب تقديم المعلومات الأساسية باللغة الأم للمستهلك، خصوصاً في قطاعات الصيدلة والكترونيات المستهلكين.

وتواجه الشركات تحديات هامة في هذا الإطار، حيث يعاني قطاع المحتوى الرقمي العربي من غياب المعايير، وعدم وجود جهة ناظمة تقدم آراء استشارية فاعلة يمكن توظيفها لقياس مستوى النتاج اللغوي العربي عموماً، وفي قطاع الأعمال على وجه الخصوص. وتأتي هذه الصعوبات نتيجة لتراكمات طويلة عانى منها قطاع الترجمة والمحتوى العربي على مدار العقود الماضية. ففي حين انطلقت العديد من اللغات العالمية إلى فضاءات حديثة أتاحتها التكنولوجيا الحديثة، مدعومة بإرث عريق من المعايير والقدرة على التحديث، تقف اللغة العربية أمام عشرات المعوقات التي تصعب على المتخصصين مواكبة التطور العالمي في هذا القطاع.

Image
أبراج بحيرات جميرا، ص.ب. 38443, دبي الإمارات العربية المتحدة ​
المبيعات وخدمة العملاء
97144243066+
البريد الالكتروني على مدار الساعة:
hello@hoc.ae