توطين المحتوى هي عملية تكييف ترجمة محتوى أو منتج ما لتناسب ثقافة سكان منطقة أو بلد معين، وهي المرحلة الثانية من عملية الترجمة الأكبر التي تراعي الاختلافات اللغوية والثقافية في الأسواق المتنوعة. ويشهد قطاع توطين المحتوى اهتماماً ملحوظاً في الأسواق المتنوعة، لأهميته الكبرى في بناء العلاقة بين الشركة والعميل في السوق المحلي وبالتالي زيادة الأرباح. ويختلف نوع المحتوى الذي يمكن توطينه بحسب متطلبات الشركة، من المواد التسويقية إلى محتوى وسائل التواصل الاجتماعي. كما أن عملية توطين المحتوى لا تخلو من التحديات والحواجز التي تجعل من تحقيقها أمراً ليس بالهيّن. تعرفوا معنا في هذه المدونة على أسباب وفوائد وصعوبات توطين اللغة في دول مجلس التعاون الخليجي.
تبدي أسواق دول مجلس التعاون الخليجي اهتماماً خاصاً بقطاع توطين المحتوى، وذلك لانتماء السكان إلى مجموعات عرقية وثقافية ولغوية متنوعة وواسعة، وبسبب النمو الاقتصادي السريع والمرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاقتصاد العالمي، وخاصة في قطاعي الترفيه والخدمات وما يحملانه من فرص عمل جديدة وتطوير للمجتمع. ويمثل توطين المحتوى جسراً للتواصل الصحيح بين المنتج والمستهلك الداخلي والخارجي في أي مكان في العالم. ولكن ما هي فوائد التوطين في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي؟
قبل أن نعدد هذه الفوائد ونوضحها، دعونا نتفق أن عملية توطين المحتوى هي عملية تتخلل وتلي عملية الترجمة، وتهدف إلى ضمان التوافق الثقافي بين المحتوى والسوق المستهدف، لتحقق الفوائد التالية:
- زيادة الوعي بالعلامة التجارية:
عندما يتم توطين المنتج أو الخدمة، يصبح أكثر شيوعاً بين العملاء المحليين، مما يؤدي لزيادة الوعي بالعلامة التجارية ومنتجاتها.
- تحسين رضا العملاء:
يلبي المنتج الموطّن الاحتياجات المحددة للعملاء المحليين، مما يحسن رضا العملاء ويضمن ولائهم للشركة في المستقبل.
- زيادة المبيعات:
عندما يتم توطين منتج أو خدمة ما، يصبح الوصول إليها أكثر سهولة للعملاء المحليين، وهذا يمكن أن يؤدي لزيادة حركة المبيعات وارتفاع حصة السوق.
- انخفاض التكاليف:
يمكن أن يساعد التوطين بشكل رسمي في تخفيض التكاليف، عن طريق تجنب الحاجة لترجمة المواد وتوطينها بشكل مستمر.
وعلى الرغم من تعدد فوائد صناعة توطين اللغة وأهميتها الكبيرة في تطوير عملية التسويق، إلا أن مثلها مثل أي صناعة في أي منطقة في العالم، تواجه العديد من التحديات في مجالات مختلفة. ومن أهم التحديات في منطقة مجلس دول التعاون الخليجي نذكر:
- الاختلافات الثقافية:
منطقة مجلس دول التعاون الخليجي هي موطن لمجموعة واسعة من الثقافات، مما يجعل من عملية توطين المنتج أو الخدمة أكثر تعقيداً وصعوبة لمراعاة حساسية الثقافات المختلفة.
- حواجز اللغة:
يرافق كون المنطقة موطناً لمجموعة واسعة من الثقافات كونها موطناً لمجموعة متنوعة من اللغات، مما يؤدي لزيادة صعوبة عملية الترجمة الأكبر إلى جميع هذه اللغات.
- المتطلبات القانونية:
يجب على الشركات الموجودة في منطقة مجلس دول التعاون الخليجي الالتزام بعدد من المتطلبات القانونية المختلفة التي يجب أخذها بالحسبان عند توطين منتج أو خدمة ما، وتختلف هذه المتطلبات من بلد لآخر.
تستحق عملية توطين اللغة التحديات التي ترافقها، إذ يمكن أن يشكل المحتوى الذي تم توطينه رصيداً قيماً للشركات العاملة في المنطقة، وذلك بعد مقارنة فوائد هذه العملية مع تحدياتها، واتخاذ قرارات مهمة حول ما إذا كان عليهم توطين المحتوى الخاص بهم أم لا.
وهنا يدور سؤال مهم، ما هو المحتوى الذي يمكن أن يتم توطينه في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي؟
أولاً- المواد التسويقية:
يمكن أن يتم توطين مواد تسويقية مثل الكتيبات والنشرات ومحتوى مواقع الويب للوصول إلى جمهور محلي أوسع.
ثانياً- دعم العملاء:
يمكننا تقديم دعم أفضل للعملاء عبر توطين مواد دعم العملاء، مثل الأسئلة الشائعة وأدلة استكشاف الخطأ.
ثالثاً- وسائل التواصل الاجتماعي:
يمكن توطين محتوى وسائل التواصل الاجتماعي للتفاعل بشكل أفضل مع العملاء المحليين وبناء علاقات وطيدة معهم، إلى جانب ترويج المنتجات التي تم توطينها بشكل أفضل.
هناك عدد من الممارسات التي يمكن للشركات اتباعها عند توطين منتجاتها وخدماتها في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، مثل تعيين فريق توطين محلي، أو استخدام موارد محلية مثل وكالات الترجمة، وإجراء أبحاث السوق لفهم احتياجاته، والحصول على تعليقات من العملاء المحليين حول منتجاتك وخدماتك.
تزداد أهمية صناعة توطين اللغة مع كل يوم بالنسبة للشركات التي ترغب في النجاح في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، ويمكن للشركات زيادة فرصة نجاحها في هذا السوق المتنامي عند وضع استراتيجيات محكمة لتطوير وتمكين العلاقة بينها وبين المستهلك المحلي، ولا غنى عن التوطين خلال هذه العملية.
بقلم: أسامة حسون، كاتب محتوى في بيت المحتوى