مدونة بيت المحتوى

كيفية التحقّق من مصداقية المعلومات وموثوقيّة مصادرها

كيفية التحقّق من مصداقية المعلومات وموثوقيّة مصادرها

حمزة فياض - مترجم في بيت المحتوى

تعددت مصادر وأشكال المعلومات على مرّ التاريخ، بدءاً من تناقل الأخبار شفهياً بين شخصٍ وآخر، ووصولاً لانتشارها اليوم عبر مختلف الوسائط المرئية والمسموعة والمقروءة على المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي. وتأتي أهمية المعلومات من اعتماد الفرد عليها في اتخاذ أحكامه وقراراته وأفعاله، وما يترتب على ذلك من مسؤولياتٍ عديدة تتفاوت في أهميتها. ولذلك تعيّن على الإنسان، ولا سيما في مجالات الإعلام والأخبار وصناعة المحتوى والترجمة، إيجاد وتطوير الطرق اللازمة للتأكد من موثوقية مصادر المعلومات ومصداقيتها، ونتناول في هذا المقال أبرز هذه الطرق.

بدايةً، يعتمد كل مجتمع على مراكز معلومات متّفق عليها، والتي تعمل على زيادة مصداقيتها بما تنقل وتنشر من معلوماتٍ صحيحة، وتطورت اليوم حتى أصبحت هيئاتٍ رسمية تتمثّل بوكالات الأنباء والقنوات الإعلامية والصحف والمجلات. وبطبيعة الحال، يختار الناس تصديق صحيفة بلدتهم المحلية لنقل أخبار البلدة، في حين يعتمدون في الأخبار العالمية على وسائل الإعلام الموثوقة على نطاقٍ عالميّ. ويرجع ذلك لكون المصدر الأقرب للحدث هو الأكثر مصداقية، كما تقتبس عنه باقي المصادر هذه المعلومات وتنشرها بدورها.

 

وتوسّعاً بالنقطة السابقة، تُعتبر الجهات الحكومية ووسائل الإعلام الرسمية، وحتى الصفحات المرتبطة بجهاتٍ ومناصب رسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، مصادر موثوقة للمعلومات ويجدر الأخذ بها. فعلى سبيل المثال، تُعلن دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي عن العديد من فعالياتها عن طريق صفحتها على منصة تويتر، وقد تكون الدعوة فيها عامةً، ويثق المواطنون والمقيمون والسيّاح بالإعلان ويذهبون لحضور الفعالية. وترجع ثقتهم لكون مصدر المعلومات هو جهةٌ رسمية أولاً، ولأن نسبة المصداقية على تويتر بلغت 70-80% من المعلومات، بحسب دراسةٍ نُشرت على مكتبة "إي سي إم" الرقمية. وتؤكد هذه الدراسة مصداقية النسبة المذكورة، حيث يُعتبر منهج البحث العلمي وسيلةً مؤكدة لاستخلاص المعلومات الصحيحة، معتمداً بشكلٍ رئيسيّ على إجراء الدراسات والاستبيانات وتحليل المعلومات على مستوياتٍ عدة.

 

من جهةٍ ثانية، يتبنى كل فردٍ ومؤسسةٍ في المجتمع أفكاراً وتوجهات معيّنة، والتي قد تؤثر، دون إدراكهم ربما، على طريقة تناولهم ونقلهم للمعلومات أو حتى على المعلومات نفسها، مما يؤدي لتحريفها وتغيير معناها. وتتعدد الغايات من وراء ذلك، شخصيةً كانت أم سياسية أم للتأثير على سوق العقارات أو البورصة أو غيرها. ونرى ذلك اليوم عندما يؤثر رائد الأعمال العالمي الشهير إيلون ماسك بشكلٍ جذري على سوق العملات المشفّرة من خلال مجرّد جملةٍ قصيرة ينشرها على موقع تويتر. ولذلك يحرص المهتمون والمختصّون بمجالٍ ما على متابعة جميع المصادر ووسائل الإعلام التي تنقل أخبار هذا المجال، ويقارنون بين معلوماتها لمعرفة أوجه الترابط واعتمادها معلوماتٍ موثوقة.

 

وبناءً على ما سبق، يبذل خبراء التعامل مع المعلومات كل ما في وسعهم، بما فيهم صنّاع محتوى ومترجمين ومحررين وغيرهم، للتأكد من موثوقية المعلومات ومصداقية مصادرها. ويتجهون بدايةً إلى المواقع الالكترونية الرسمية المعنية بالمعلومات؛ وإن لم تحقق لهم ما يحتاجونه، نراهم يبحثون في الصحف ووكالات الأنباء المعتمدة ضمن الدولة المرتبطة بهذه المعلومات، ويقارنون ويقاطعون بينها. كما يعمد المختصّون بالمحتوى القانوني في دبي مثلاً إلى الاطلاع على دستور الدولة وقوانين الإمارة ولوائحها توخّياً لأعلى درجات الدقة. ونظراً لذلك، تعتبر دقة المعلومات وموثوقيتها من أهم عوامل نجاح شركات الترجمة وصناعة المحتوى وتميّزها في جميع أنحاء العالم.

 

Image
أبراج بحيرات جميرا، ص.ب. 38443, دبي الإمارات العربية المتحدة ​
المبيعات وخدمة العملاء
97144243066+
البريد الالكتروني على مدار الساعة:
hello@hoc.ae