مدونة بيت المحتوى

الشخصية الانطوائية في العمل

الشخصية الانطوائية في العمل

 بقلم إنجي حلوم - مترجمة في بيت المحتوى

هل تفضّل أن يكون مكتبك بعيداً عن مكتب زملائك في العمل؟

هل تشعر بأنك منتج أكثر عندما تعمل وحيداً؟

هل تفضّل أن ترسل الآراء والاقتراحات عبر البريد الإلكتروني على أن تقولهم مباشرةً؟

هل تستمد طاقتك وأفكارك الإبداعية خلال التواجد بمكان هادئ ومريح؟

إذا كانت إجابتك "نعم" عن معظم أو جميع هذه الأسئلة، فأنت شخص انطوائي في العمل. 

وفيما يلي، نقدّم لمحة مختصرة عن أبرز الصفات المميزة للشخصية الانطوائية وطريقة التعامل معها. 

تتنوع الصفات التي تميّز الأشخاص في الحياة عموماً وفي بيئة العمل على وجه الخصوص، حيث يصعب تصنيفهم ضمن أنواع محددة وواضحة. ويمكن بشكلٍ عام تقسيمهم إلى أفراد انطوائيين أو اجتماعيين. وبينما تبدو الفئة الأولى أكثر هدوءاً وانعزالاً، يميل الأشخاص الاجتماعيون، الذين غالباً ما يفضلون المشاركة في الفعاليات الاجتماعية، ليكونوا أكثر ثقةً بالنفس. ومن الضروري التأكيد على أنه من غير الممكن الحصول على بيئة عمل متكاملة ومنسجمة إلا بتحقيق التوازن بين هاتين الفئتين.

ويتصف الأشخاص الانطوائيون عموماً بأنهم يأخذون وقتاً أطول لاتخاذ القرارات كما يفضلون العمل بمفردهم وغالباً ما يتواصلون مع زملائهم كتابةً عوضاً عن التحدث إليهم شخصياً، بالإضافة إلى أنهم يشعرون بإرهاقٍ شديد بعد اجتماعات العمل أو الفعاليات الاجتماعية. في حين يتميز الأشخاص الاجتماعيون بأنهم أكثر نجاحاً في البيئات التي تتطلب العمل ضمن فريق وأقل خوفاً من المخاطرة، كما يفضلون التواصل الشخصي بدلاً من الكتابة ويجدون متعة أكبر في الفعاليات الاجتماعية التي تتضمن أعداداً كبيرة من الحضور.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الانطوائية هي صفة شخصية وليست حالة مرضية، حيث أظهرت بعض الدراسات أن أكثر من نصف سكان العالم يبدون صفات أقرب ما تكون للانطوائية منها للاجتماعية، لا سيما بعد الأزمة الصحية العالمية. وفي حين تركّز معظم الدراسات على مزايا الأشخاص الاجتماعيين، تتجاهل الدراسات نفسها الصفات العديدة المميزة للأشخاص الانطوائيين، بل وغالباً ما يتم ربط هذه الشخصية بصفاتٍ سلبية مثل الميل للعزلة والافتقار للثقة بالنفس. ويمكن في النهاية تشبيه الأشخاص الانطوائيين بالجبال الجليدية، فما تراه من أدائهم ما هو إلا نسبة بسيطة من إمكاناتهم وقدراتهم. وبما أنهم قد يواجهون صعوبة في الكشف عن جميع قدراتهم بمفردهم، قد يتطلب الأمر البحث بشكلٍ أعمق لمساعدتهم على ذلك. وبدلاً من النظر إلى هاتين الشخصيتين على أنها أضداد، لا بد من التأكيد على الأدوار المختلفة التي تناسب كل منها وتشكيلها سويةً صورة متكاملة عن المزايا المطلوبة في بيئة العمل.

وعلى الرغم من أن الأشخاص الانطوائيين يتجنبون إبداء آرائهم دون تشجيع، لا يعني ذلك بالضرورة أنه ليس لديهم ما يقولونه. ولعل أفضل طريقة للاستفادة من معارفهم هي بتوجيه أسئلة مباشرة لهم، سواء ضمن اجتماعات أو لقاءات شخصية، حيث يمكن أن يشعروا براحة وتحفيز أكبر لمشاركة أفكارهم.

وتتناسب رغبة الانطوائيين بعدم مشاركة هذه الأفكار طرداً مع ازدياد أعداد المستمعين، إلا أن ذلك لا يعني أنهم لا يجيدون مهارات التقديم والتحدث أمام الجمهور، إذ تتيح لهم مثل هذه الأنشطة فرصة تقديم أفكارهم بوضوح وترتيبها منطقياً وإلقاءها دون مقاطعة.

وفي النهاية، نقتبس عن الكاتبة الأمريكية سوزان كين قولها: "لكلّ شخص بريقه الخاص إذا ما سلطنا عليه الضوء المناسب".

 

Image
أبراج بحيرات جميرا، ص.ب. 38443, دبي الإمارات العربية المتحدة ​
المبيعات وخدمة العملاء
97144243066+
البريد الالكتروني على مدار الساعة:
hello@hoc.ae