مجد دريباتي - محرر في بيت المحتوى
"أنا متأكد من أنني مناسب لهذا العمل، لا أعرف سبب رفضهم توظيفي!". هذه الجملة مألوفةً للغاية، فكثير من أصحاب الخبرة والموهوبين يرددونها بعد انتهاء مقابلات العمل التي يجرونها. وعلى الرغم من خبرتهم العملية والأكاديمية وسجل نجاحاتهم الحافل، قد يواجهون الرفض في العديد من الوظائف التي يحاولون الحصول عليها. ويعود ذلك في معظم الأحيان إلى عدم اعتنائهم بتفاصيل السيرة الذاتية التي تُعد الخطوة الأولى للحصول على أي وظيفة مهما كان نوعها. ففي حين يعتقد البعض أن كتابة السيرة الذاتية أمر بسيط ولا ينبغي تحميله أكبر من حجمه، غالباً ما يصف خبراء سوق العمل كتابة السيرة الذاتية بعبارة "السهل الممتنع".
سنحاول في هذه التدوينة تسليط الضوء على بعض السهوات التي قد تغيب عن البال عند كتابة السيرة الذاتية، والتي قد يكون تأثيرها سلبياً على طلب التوظيف في كثير من الأحيان.
سبع ثوان قد تكون كافية لقبولكم في وظيفة أحلامكم!
قبل أن نبدأ، دعونا نناقش مثالاً بسيطاً لتوضيح أهمية السيرة الذاتية: لنفرض أن إحدى الشركات المنتجة للمعدات الرياضية قد فتحت باب الترشيح لمنصب إداري ما، هل يمكنكم تخيل عدد الأشخاص الذين قد يسعون للحصول على هذه الوظيفة؟ لا تستغربوا ما قد أقول، ولكن قد يصل عدد الطلبات إلى المئات، فهل سيراجع مسؤول الموارد البشرية مئات السير الذاتية بالتفصيل؟
بالتأكيد لن يفعل ذلك، ولدعم ما أقوله سأشارككم نتائج دراسة حديثة أجراها موقع لادرز (Ladders)، المتخصص في مساعدة الموظفين والباحثين عن عمل، في عام 2018، حيث أكدت الدراسة على أن موظفي الموارد البشرية قادرون على اختيار المرشحين لنيل أي وظيفة خلال 7.4 ثانية فقط! فإن أردتم النجاح في هذا الاختبار، لا بد من بذل جهد إضافي عند كتابة سيرتكم الذاتية. وفيما يلي مجموعة من أكثر الأخطاء شيوعاً فيما يتعلق بالسيرة الذاتية:
- الاعتماد على النماذج الجاهزة عند كتابة السيرة الذاتية
على الرغم من المتعة الكبيرة التي يشعر بها الإنسان عند تعداد مهاراته وخبراته السابقة، هناك فئة صغيرة من الموظفين الموهوبين الذين يعتمدون على النماذج الجاهزة لكتابة سيرهم الذاتية. وحتى مع تأكيد المدراء ومسؤولي الموارد البشرية على عدم تفضيلهم لهذه النماذج، ما يزال للأسف بعض أصحاب الكفاءات يهدرون مواهبهم القيمة بسبب اعتمادهم على النماذج المعدة مُسبقاً على بعض مواقع الإنترنت مثل يوروباس (Europass) وغيره.
- استخدام التفاصيل المملة التي لا صلة لها بطلب التوظيف
أعني لم قد يرغب الموظف المسؤول عن اختيار المرشحين معرفة هوايات المرشحين الشخصية، أو المدرسة الثانوية التي تخرجوا منها! يُمكن بدلاً من ذلك التركيز على المناصب الوظيفية السابقة والمشاريع المهمة التي شاركتم في إنجازها. وإن أردتم نصيحتي الشخصية، استعملوا المصطلحات البسيطة والمباشرة لوصف المهارات التي تنسجم مع متطلبات العمل فقط.
- لا يفضل المدراء الموظفين الذين يمتلكون بريداً إلكترونياً غير لائق
هل صادفتم من قبل بريداً إلكترونياً يحمل عنوان أحد البرامج التلفازية الشهيرة أو لقباً مرحاً لا يعبر عن الاحترافية في العمل؟ بالتأكيد كل إنسان حر بتفضيلاته وخياراته، بما فيها عنوان بريده الإلكتروني الشخصي، ولكن البريد الإلكتروني الخاص بالعمل أمر حساس، ولا بد من أخذه على محمل الجد. وكونوا على ثقة أن عنوان البريد الإلكتروني يجب أن يعكس جديّتكم واحترافيتكم بالعمل أيضاً.
- تجنبوا الأخطاء الإملائية قدر الإمكان
يعتبر البعض هذه الأخطاء العفوية أمراً بسيطاً لا يرتبط بمهارات العمل، ولكن من الجدير بالذكر أن السير الذاتية التي تحوي أخطاءً إملائيةً توحي للمدراء بأن أصحابها غير دقيقين بعملهم. إذ يعتقد معظم المدراء أن من لا يتكبد عناء تدقيق سيرته الذاتية لن يكون موضع ثقة في عمله، لذلك تأكدوا دائماً من أن سيركم الذاتية خاليةً من أي خطأ.
- اللجوء إلى خبرات العمل غير المناسبة لتعزيز سرتكم الذاتية
بالعودة إلى مثالنا الأول، هل تعتقدون أن عملكم السابق في التدريس بحضانة الأطفال ذو صلة بفرصة العمل التي طرحتها شركة المعدات الرياضية؟ أو بمعنى آخر، ما هي الخبرات التي اكتسبتموها من عملكم في الحضانة، وكيف ستوظفونها في الوظيفة الجديدة؟ نحن لا نقصد التقليل من قيمة عملكم السابق على الإطلاق، ولكن لا بد من أن تكون الخبرات الموجودة في السيرة الذاتية منسجمةً مع متطلبات المنصب الذي تقدمون عليه. وبهذه الطريقة فقط يمكن للمسؤول عن التوظيف تقدير أهميتكم ووضعكم في المكان المناسب لإنشاء علاقة مثمرة بينكم وبين الشركة.
- استعمال الزمن الحاضر لوصف وظيفة سابقة
للوهلة الأولى يبدو أن هذا الخطأ البريء لا يمكن أن يلحق أي ضرر في طلبات التوظيف خاصتكم، ولكن يؤسفنا أن نخبركم أن حتى هذه الأخطاء الصغيرة ذات تأثير كبير على قرار من يدرس سيركم الذاتية. فقد يعتبر المدراء أن استخدامكم للزمن الحاضر عند التحدث عن وظيفة سابقة يعكس عدم رغبتكم بالالتزام مع الشركة الجديدة أو تعلقكم الشديد بعملكم القديم.
- خبرات العمل القصيرة قد تعني عدم كفاءة الموظف
من الممكن أن تؤثر خبرات العمل القصيرة على طريقة التعامل مع طلبكم. فبدون القدرة على الإسهاب في شرح أسباب عدم الاستمرار بالعمل، قد يعتقد المسؤولون عن اختيار المرشحين أنكم لم تكونوا جيدين في عملكم السابق، حتى وإن لم يكن ذلك صحيحاً.
أخيراً، على الرغم من قدراتكم الممتازة على كتابة سيرة ذاتية مثالية، فإن أخذ هذه الأخطاء أو السهوات بعين الاعتبار سيعزز بالتأكيد من فرص حصولكم على أي عمل تقدمون عليه؛ فمواهبكم ومهاراتكم وقدراتكم الاستثنائية تستحق أن تربح سباق السبع ثوان.
