مدونة بيت المحتوى

في يوم المرأة العالمي: اللغة أنثى

بقلم: د. علي محمد، المدير التنفيذي، بيت المحتوى

ويعود يوم المرأة العالمي. عام بالتمام مر على دعوتنا لاعتماد تأنيث المنصب في اللغة العربية، وعام بالتمام مضى ونحن نضيف تاء التأنيث المربوطة والساكنة إلى أخبارنا ومقالاتنا وترجماتنا، حتى تأنّثت لغتنا كما يجب أن تكون أنثى.

فاللغة في حقيقة الأمر، أنثى. ولغتنا العربية في "صفتها" أنثى، وفي "حركاتها" و"سكونها" أنثى، وفي "ضَمِّها" أنثى، وإن نسينا جامدها فهي في "مُشتقِّها" أنثى، وإن نسينا خبرها فهي في "مبتدئها" أنثى، وإن ابتعدنا عن الماضي، ستكون في "حاضرها" و"مستقبلها" أنثى.

وكما تأنثت لغتنا على مر العام الماضي، "تأنسنت" أيضاً. فكم من عِبارة استعادت مع تاء التأنيث "أناقتها" اللغوية، وكم من جملة أطربتنا مع نون النسوة بموسيقاها الشجية، وكم من مقال حمل من القوة والإرادة ما تحمله التاء المربوطة في الاسم، والمنطلقة في المعنى نحو آفاق لا تنتهي! فكيف للغة فيها الموسيقى والأناقة والقوة والإرادة مؤنثة لفظاً، ألا تؤنّث في معانيها ودلالاتها؟

ولكن، هل حقاً تبتعد اللغة عن كل ما هو مذكّر؟ بالطبع لا. إلا أن "الرجولة" في اللفظ، أنثى! و"الذكورة" في تائها أنثى، ولا يكون الرجل في لغتنا أو حياتنا، إلا ويكون أساس وجوده أنثى.

ولنبتعد عن الاصطلاح قليلاً، ففي عملنا كمتخصصين في المحتوى العربي، نحن نبحث دوماً عن "عذوبة" اللغة، والعذوبة أنثى! ونبحث عن "دقة" المعنى، و"سلاسة" التعابير، و"حداثة" المصطلحات، و"أناقة" النص، و"جمالية" العبارات. ولا يكتمل عملنا دون "مراجعة" شاملة، ولا ننشر نصوصنا دون "الجودة" التي نطمح إليها.

وهل ننسى، أننا متخصصون في أجمل فنون اللغة، وهو فن "الترجمة"، والترجمة أنثى!

 

نعم يا سادتي، فهنَّ سر لغتنا، وجمالهنَّ سر عذوبتها، وإتقانهنّ سر رونقها، وعملهنّ سر نجاحها، ونجاحنا!

نعم يا سادتي، فكلما كان جمع المؤنث سالماً، كانت لغتنا سالمة!

كل عام وأنتنّ بخير!

 

Image
أبراج بحيرات جميرا، ص.ب. 38443, دبي الإمارات العربية المتحدة ​
المبيعات وخدمة العملاء
97144243066+
البريد الالكتروني على مدار الساعة:
hello@hoc.ae