يحتفل العالم اليوم (الثامن من مارس/آذار) بيوم المرأة العالمي، تخليداً لذكرى الكفاح الذي خاضته المرأة في بدايات القرن الماضي للحصول على حقوقها في العمل والحياة. وقد لا يعرف الكثيرون أن العالم بدأ الاحتفال بهذه المناسبة تحت مسمى "اليوم العالمي للمرأة العاملة".
ومنذ أن بدأ الاهتمام العالمي بحقوق المرأة، سعت الكثير من لغات الأرض إلى تعديل قواعدها وقوانينها لتجنب الصياغات التي تحمل معاني التمييز ضد المرأة، فنجد اللغة الإنجليزية مثلاً تتجنب اليوم استخدام المفرد المذكر للتعبير عن الجنسين، وتستبدل ذلك باعتماد الجمع الحيادي بالنسبة للجنس، حتى أثناء الحديث عن المفرد. من الأمثلة أيضاً اعتماد أغلب لغات الأرض مسمى (Chairperson) بدلاً عن (Chairman) (وهو خيار لغوي حيادي لا يوحي بجنس صاحب المنصب – رئيس/رئيسة مجلس الإدارة).
ولعل من أجمل ما تتميز به لغتنا العربية هو صيغة التأنيث الواضحة التي تحمل الكثير من الاحترام للمرأة، إلا أن بعض الجوانب اللغوية لا تزال توحي ببعض من هذا التمييز، ونحن في بيت المحتوى ننتهز فرصة يوم المرأة العالمي لندعو جميع اللغويين والجهات المعنية للعمل على تخليص اللغة من هذه الجوانب (على صغرها ومحدوديتها).
تأنيث المنصب
تمنع اللغة العربية الكلاسيكية تأنيث المنصب، فيقال السيدة المدير العام، والسيدة الوزير. وعلى الرغم من أن أصل هذه الممارسة لغوي بحت ولا يحمل معاني التمييز، إلا أننا نعتقد أن إلغاء هذه القاعدة سيمثل مبادرة طيبة تجاه المرأة، ودلالة عصرية على رغبة اللغة العربية بمجاراة لغات العالم في سعيها لتعديل القواعد التي توحي بالتمييز ضد المرأة.
وإليكم فيما يلي ما يدعم هذه الدعوة:
- تحمل اللغة العربية إمكانية تذكير وتأنيث المنصب وفقاً لجنس من يشغله، دون الحاجة لاعتماد لغة حيادية من حيث الجنس مثل اللغات الأخرى.
- تعتمد العديد من الجهات حالياً تأنيث المنصب، على الرغم من القاعدة الكلاسيكية بعدم جواز التأنيث. على سبيل المثال:
- تمثّل الدعوة لإلغاء قاعدة عدم جواز تأنيث المنصب مناسبة لإعادة الحوار حول الفروقات بين اللغة العربية الكلاسيكية والمعيارية الحديثة.
استثناءات
تحتاج مثل هذه الدعوة إلى دراسة معمقة من المتخصصين، إلا أننا في بيت المحتوى نقترح الاستثناءات التالية من القاعدة:
- النائب في البرلمان: منعاً للالتباس مع كلمة "النائبة" والتي تعني المصيبة.
- الرتب العسكرية: العقيد في الجيش على سبيل المثال، منعاً للالتباس مع كلمة "عقيدة"، وغيرها من الرتب العسكرية.
نأمل أن تلقى هذه الدعوة القبول والتبني لدى اللغويين والجهات المعنية، وسنقوم في بيت المحتوى بإتمام دراسة الجوانب اللغوية التفصيلية اللازمة لتطبيق هذه المبادرة.
وكل عام وأمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا وبناتنا وصديقاتنا وزميلاتنا وشريكات عملنا بألف خير!