أين يُكتب تنوين النصب؟
يكتب البعض تنوين النصب على الحرف السابق لألفه في اللغة العربية. مثل كلمة: يدوياً، حيث يكتبها البعض "يدويًا".
الدافع خلف موضة كتابة التنوين على الحرف السابق لألفه يعود إلى زمن الآلات الكاتبة، حيث لم تكن هذه الآلات تتيح التحكم بالتباعد بين الأسطر، وكان التنوين يلتصق بالسطر الذي فوقه، ما يؤدي إلى عدم الوضوح. كان الحل في ذلك الوقت هو كتابة التنوين على الحرف السابق لكي يوضع في موضع منخفض ولا يلتصق بالسطر الذي فوقه.
اليوم مع وجود أجهزة الكمبيوتر والقدرة على التحكم بالتباعد بين الأسطر، لم يعد هناك مبرر لاستخدام هذه الطريقة، خصوصاً أن لها العديد من المساوئ، وأهمها:
- في المثال السابق: يدويَّاً. الياء مشددة، أي أنها تحمل صوتان، صوت الياء مع السكون وصوت الياء مع الفتحة، ولا يمكن تحميلها الصوت الثالث لنون التنوين الساكنة. هذه الشدة هي في الأساس ما أوجب إضافة ألف التنوين.
- في بعض الحالات يكون الحرف السابق لألف التنوين منخفضاً في الرسم، فيصبح التنوين في موضع منخفض وقد يربك القارئ، مثال: سموًا (الصحيح: سمواً).
- في نفس المثال السابق، كتابة التنوين على الواو في كلمة "سمواً" يجعل الألف تظهر كألف التفريق، وبالتالي يختلط الأمر بين الفعل "وقد سموا في أفعالهم" وبين الاسم "سمواً".
يحتج بعض أنصار كتابة التنوين قبل ألفه بأن التنوين في القرآن الكريم يكتب قبل ألف التنوين، لكن هذه الحجة غير سليمة، فمن جهة، التنقيط والحركات أضيفت إلى الرسم القرآني في وقت لاحق، ولم تكن معروفة زمن النزول، وهي بالتالي قرار لغوي بحت وليس دينياً. ومن جهة أخرى، الرسم القرآني يختلف في قواعده الإملائية عن اللغة العربية العادية، وهناك الكثير من الاختلافات التي نعرفها جميعاً، وأبرزها مثلاً كلمة [الحيوة الدنيا] مع إضافة ألف المد فوق الواو. بالإضافة إلى ذلك، فإن القرآن الكريم في دول المغرب العربي يكتب بتنوين النصب فوق ألفه وليس على الحرف السابق.
خلاصة القول أنني شخصياً لا أرى أي منفعة من كتابة التنوين على الحرف السابق لألفه، وأتمنى أن يتم توحيد القاعدة ليكون التنوين دائماً على ألفه.