تحولت التجارة الإلكترونية إلى جزء لا يتجزأ من تجارة التجزئة حول العالم في الآونة الأخيرة، حيث شهدت حركة البيع والشراء تحولاً جذرياً بعد ظهور الإنترنت ودخول الرقميات والعالم الرقمي في الحياة اليومية لمعظم سكان الكوكب.
يستفيد المستهلكون الآن من امتيازات المعاملات عبر الإنترنت الذي يتغلغل باستمرار في جميع مفاصل الحياة، إذ يزيد عدد الأشخاص الذين يقومون بعملية الشراء عبر الإنترنت باستمرار، ويشتري أكثر من 2.14 مليار متسوق سلعاً عبر الإنترنت حول العالم، أي ما يقارب 26.5% من البشر هم مشترون رقميون.
وحوالي 21% من مجمل مشتريات التجزئة في سنة 2023 كانت عبر التجارة الإلكترونية التي تجاوزت إيراداتها 6.3 ترليون دولار بمعدل نمو سنوي يقدر بـ 10.4%، ومن المتوقع أن تنمو إيرادات التجارة الإلكترونية لتتجاوز 8.1 ترليون دولار في عام 2026.
لا بد أنك أدركت الآن أهمية التجارة الإلكترونية وانتشارها الواسع والمستمر في كل بقع العالم، فعلى الشركات الراغبة بتوسيع نطاقها التجاري نحو العالمية، أن تقوم بتوطين المنتجات والسلع التي تقدمها للجمهور الخارجي المستهدف.
فما المقصود بتوطين التجارة الإلكترونية، وما هي امتيازاته؟ وما هي أهم الممارسات لتوطين محتوى متجرك الإلكتروني؟ ولماذا يجب على الشركات الطامحة بالعالمية أن تهتم بتوطين منتجاتها؟
تعرفوا على كل هذا وأكثر في مدونتنا هذه!!
توطين التجارة الإلكترونية
توطين التجارة الإلكترونية هو عملية تكييف متجرك عبر الإنترنت مع لغة وثقافة السوق المستهدف، بدءاً من مواقع التجارة الإلكترونية وتطبيقات السوق إلى دعم العملاء والحملات التسويقية، مع مراعاة التفضيلات الثقافية المحددة للمستهلكين في الأسواق المختلفة.
بكلمات أخرى توطين التجارة الإلكترونية هو طريقة لنقل رسالتك إلى لغات وثقافات مختلفة، فهو أكثر من مجرد ترجمة موقع الويب الخاص بك. وتتضمن العملية فهم عميق لعادات وتوقعات جمهورك المستهدف، من أجل تقديم تجربة تسوّق سلسة وممتعة تزيد من فرصة الشراء عبر الإنترنت.
كما يمكن أن يتضمن توطين التجارة الإلكترونية تحسين موقع الويب الخاص بك في محركات البحث المستخدمة في السوق المستهدف، فمن المهم معرفة طبيعة عادات البحث لدى البيئات السكانية المختلفة.
ما هي مقومات التجارة الإلكترونية؟
يشمل سوق التجارة الإلكترونية بشكل رئيسي على بيع السلع المادية عبر قناة رقمية إلى مستهلك خاص (B2C). ويتكون من 8 أسواق رئيسية، وهي أسواق الصحة، والعناية الشخصية، والألعاب والأعمال اليدوية، والأثاث المنزلي، والتنظيف، والأزياء، والمواد الغذائية، والإلكترونيات.
وتقوم التجارة الإلكترونية على عدة مقومات، نذكر منها:
- التسعير الديناميكي
يمكنك تلقائياً إرضاء العملاء المختلفين بتقديم أسعار تختلف بناء على سمات المنتج المحددة.
- سلسلة التوريد والإدارة
لن تحقق مبيعات في السوق التنافسي طالما لا تمتلك المنتجات المناسبة لتعرضها بسعر السوق في الوقت المناسب. فإتاحة حركة سلسلة التوريد، وإدارة المبيعات بشكل جيد تمثل مسؤولية كبيرة وبالغة الأهمية في التجارة الإلكترونية.
- إشراك العملاء
الانطباع الأول هو عامل مهم في تحويل العملاء المحتملين إلى عملاء حقيقيين، وهو بمثابة تمثيل وجودك على الإنترنت، لذلك ستحتاج لصناعة موقع ويب خاص بك يراعي جميع متطلبات العملاء، ويمنحهم حق إبداء الرأي والمشاركة أو التفاعل.
بالإضافة لصناعة محتوى غني ومتنوع، وتوفير خدمات الشحن والإرجاع، وضمان جودة المنتج، وتطبيق برامج الولاء والتسويق، وغيرها من مقومات نجاح التجارة الإلكترونية.
لماذا يجب أن أقوم بتوطين متجري الإلكتروني؟
توجد عدة أسباب تدفعك لاستخدام توطين التجارة الإلكترونية، بغض النظر عن التكلفة التي تتحملها أعمال التجارة الإلكترونية الخاصة بك.
توطين محتوى متجرك الإلكتروني يساعدك على:
- توسيع عملك
يسهّل توطين محتوى متجرك الإلكتروني توسيع نطاق عملك إلى بلدان جديدة، والوصول إلى جماهير أكبر وأكثر تنوعاً، وبالتالي زيادة المبيعات.
- زيادة مبيعاتك
من المرجح أن يشتري المتسوقون عبر الإنترنت المنتجات المعروضة بلغتهم الأم في موقع الويب الذي يقدم تجربة تسوق مألوفة، وهنا يأتي دور التوطين في توفير هاتين الميزتين اللتان تزيدان بشكل مباشر مبيعاتك في السوق المستهدف.
- زيادة الوعي بعلامتك التجارية
من أهم المنافع التي يوفرها التوطين هي زيادة الوعي بعلامتك التجارية ضمن نطاق السوق المستهدف وحتى خارجه، حيث تلعب الثقافة والثقافة الأم الدور الأكبر في انتشار سمعتك بين المستهلكين.
- تعزيز تجربة العميل
من خلال توفير منتجاتك باللغة المحلية، ستسمح للمتسوقين بالعثور على المنتجات التي يبحثون عنها بسرعة ودقة أكبر، وهذا يساعد نسبياً في تعزيز ولاء عملائك.
- ضمان ولاء عملائك
ولاء العملاء هو أمر بالغ الأهمية لدى أي شركة. تضمن الشركات العالمية ولاء عملائهم الخارجيين عبر توطين المحتوى الخاص بهم، وبذل جهد إضافي لتلبية احتياجاتهم بلغتهم الأم.
- بقائك في صدارة المنافسة
يساعد التوطين في تعزيز مكانتك أمام الشركات المنافسة لك في السوق المستهدف، ومع زيادة التنافس العالمي، يجب عليك أن تبرز نفسك أمام منافسيك، وأن تقدم تجربة تسوق محلية تضمن اختيارك دوماً من قبل المتسوقين.
أهم الممارسات لتوطين محتوى متجرك الإلكتروني
عندما يتعلق الأمر بتوطين التجارة الإلكترونية، فهناك العديد من الممارسات التي يمكن أن تساعدك في توسيع أعمالك إلى أسواق جديدة بطرق فعالة.
يمكنك أن تبدأ بإجراء أبحاث السوق قبل توطين المحتوى، هذا يسمح لك بفهم الثقافة ولهجة الخطاب المستخدمة ضمن هذا السوق.
كما يجب عليك أن تقوم بتحديد أولويات المحتوى بناء على أهداف عملك، فمن الأفضل لك أن تبني استراتيجية تركز على المحتوى الذي سيولّد أكبر عائد استثمار.
ولا تنسى الاستثمار في تحسين محركات البحث (SEO)، فأسعار ووصف المنتجات لا تعني شيئاً إن لم يتمكن أحد من العثور على موقع الويب خاصتك، دون ذكر أهمية وصولك إلى أكبر عدد ممكن من العملاء.
وقم بتوطين صفحة التسوق، واجعلها جذابة وسهلة للمستخدمين، من خلال إضفاء طابع محلي مألوف لدى الجمهور المستهدف.
تأكد من تنسيق التواريخ والأوقات بشكل دقيق، والالتزام باللوائح المحلية التي تختلف بحسب البيئة ونمط الاستهلاك السائد في هذا السوق أو البلد.
وفي النهاية، قم بتوفير دعم العملاء بلغات متعددة، واستخدم الصور والرسوم التوضيحية لتعزيز واجهة المستخدم، وقم بإدارة حملات وسائل التواصل الاجتماعي المحلية لزيادة الوعي بعلامتك التجارية.
هل يجب على الشركات الطامحة بالعالمية أن تهتم بتوطين منتجاتها؟
لا يمكن أن تصل إلى العالمية إن لم تُعر اهتماماً بثقافة السوق المستهدف، فمعرفة ما يريده المستهلك المحلّي تتيح لك التحكم بنوع منتجاتك وكميتها وطريقة عرضها في السوق، وهذا ما يميّز عملية التوطين.
وتوطين التجارة الإلكترونية هو أمر واجب على جميع الشركات الطامحة في دخول الأسواق العالمية والمنافسة فيها مع الشركات، فهي الطريقة الأمثل لتوسيع نطاق أعمالك، وزيادة مبيعاتك، وزيادة الوعي بعلامتك التجارية، وضمان ولاء عملائك.
بقلم: أسامة حسون، كاتب محتوى في بيت المحتوى
